يتبادر لكل ذهن، في زحمة المواقع الإخبارية، ما الذي سيميز هذا الموقع عن غيره، وهل هناك حاجة إليه؟ والسؤال محق، وملح من كل متصفح، خاصة ممن يهمه هم الوطن، ومتابعة ما يجري من أحداث على الساحة السورية، والعربية، والدولية، وفهم تشابك معطياتها، وتداخل عناصرها، في عالم تتسارع تطوراته، وانعكاساتها المباشرة، وغير المباشرة، على المستوى السوري، والإقليمي، والدولي.

"السوري اليوم" لم يأت برغبة متعجلة لريع، ولا بهدف مخفي لدس وجبة إعلامية على مذاق نظام سياسي لتبيض صفحته، ولا لترويج لتيار سياسي معين، أو لشخصية ذي سعة مالية يبحث عن تلميع لبلوغ هدف في نفسه. بل هو محاولة جادة للخروج من دوامة الإعلام الموجه، والمسخر. والمؤجر، إذ انبثق عن تضافر جهود مجموعة من الصحافيين السوريين التأموا حول فكرة تقديم عمل إعلامي يخدم كل سوري يبحث عن الحقيقة في واقعه المعيش، بإزاحة ضبابة التعتيم المتعمد لنظام يتلاعب في مصير الشعب السوري، وسوريا. وجعل حياة السوري تتأرجح من معاناة إلى أخرى، ومن حياة مريرة إلى موت مهدد.

ما يميز "السوري اليوم"، هو القلم المتحرر من تبعية المال، والسلطة تحررا تاما، فالصحافيون العاملون فيه متبرعون جهدا ومالا، يضعون خبرتهم في خدمة قضية عادلة، هي قضية وطن مغتصب، وشعب معذب ومهان. 

و يطمحون في بناء لبنة أولى في صرح إعلام جديد متبن للمصداقية، والشفافية، في دقة الخبر، والتحليل الثاقب.

"السوري اليوم"، هو محاولة لعمل إعلامي مشترك تطوعي لخدمة إنسانية تخص سوريا بشكل خاص، في جوانبها المختلفة، سياسيا، واقتصاديا، واجتماعيا، وثقافيا، ويفتح نوافذ على الساحة الدولية ليعالج كل مستجد له صلة بالمسألة السورية ومضاعفاتها. في خطه التحريري يولي اهتماما خاصا بوحدة سورية أرضا وشعبا، وبناء الدولة الديمقراطية المؤسساتية، وبانسحاب كل القوات الأجنبية، والميليشيات الطائفية عن أراضيها، ونبذ كل خطاب للكراهية، والتحريض على العنف والإرهاب، والتطرف الديني، وممارسة العنصرية، والطائفية، والتسلط.

"السوري اليوم" يخصص حيزا كبيرا لمعالجة مسألة اللاجئين والنازحين السوريين ومعاناتهم المريرة في الداخل وفي دول الشتات، والمعتقلين في سجون النظام، ضحايا التعذيب الممنهج الذي يصل إلى حد القتل، كما يولي اهتماما خاصا بكل قضايا حقوق الانسان الذي حرم منها المواطن السوري.

نأمل جميعا نحن الصحفيين القائمين على هذا الموقع أن يكون نجاحنا على قدر طموحنا، وأن ينال ثقة كل سوري يهمه أن يدعم هكذا مشروع بتصفحه وإبداء الرأي فيه، أو المشاركة بكتابات تصب في مصلحة سوريا والسوريين.

"السوري اليوم.. رؤية وخبر".

هيئة التحرير